القائمة الرئيسية

الصفحات


 سعد السعود

تدور المي بكل عود


تستمر خمسينية الشتاء بمسيرها وتتابع السعودات قصة سعد أو عنتر كما يرويها أهل الفرات لنصل معها إلى سعد السعود الذي يبدأ في 26/2ويستمر إلى 8/3 وتتخلله العجوز التي ذكرناها وتحدثنا عنها في مقالة سابقة 

هذا السعد الذي تقول عنه العرب في الأمثال الشعبية (سعد السعود بأولو تجمد القرود وبأخرو يدفى كل مبرود)

ففي هذا السعد تسقط اخر الجمرات وهي جمرة الأرض وتصبح الأرض دافئة كما ان في اوله يكون البرد على اشده في أيام العجوز 

ولهذا فقد قيل بالأمثال الشعبية ( سعــد السعود سلاّخ الجْلــود) وفي نفس الوقت وعكس هذا المثل تقول الأمثال الشعبية كذلك

( بسعد السعود بيبرد كل دفيان وبيدفا كل بردان ) دلالة على تقلب الجو في هذه الفترة لهذه الأسباب ومابين الإحساس بالدفء والبرودة نجد ان بطل قصتنا في الحكاية الشعبية إن كان سعد او غيره يبدأ بالشعور بالدفء وتقترب تباشير الربيع منه إلا أنه يبقى خائفا من البرد لذلك فهو يحمل معه جلد ناقته ومافيه من بقايا لحمها خوفا من تقلبات الجو في هذه الأيام والتي لازل منها الكثير فلم تنهي عجوز التقويم الشرقي او مستقرضات الروم الارثذوكس او مايسمى بالحسومات فهو حذر في تصرفاته بعد مالاقاه من ويلات وبرد كاد أن يودي بحياته لولا ذكائه وقيامه بما قام به من ذبح الناقة 

وعن سعد السعود هناك الكثير من الأقوال فعنه يقول ساجع العرب: 

(إذا طلع سعد السعود، نضر العود، ولانت الجلود، وذاب كل مجمود، وكره الناسُ في الشمس القعود). و(نضر العود) يريد أن الماء قد جرى فيه فصار ناضرا غضّا، و(تلين

الجلود) بذهاب يبس الشتاء وقَحْله. 

كما قال فيه الشاعر الكميت:

ولم يك نشؤك لي إذ نشأت 

كنوء الزباني عَجاجا ومُورا

ولكن بنجمك سعد السعود 

طبقت أرضي غيثاً دَرورا

وهناك قول آخر عنه : (إذا طلع سعد السعود لانت الجلود وذاب كل جمود واخضر كل عود وانتشر كل مصرود وكُره في الشمس القعود)

أي أن الإنسان لايتحمل القعود في الشمس إذا طلعت أو مايسمى (المشراقة) طويلا بسبب حرارة الشمس الحارقة 

يبقى هذا السعد متأرجحا مابين البرودة والدفء معلنا بداية قدوم فصل الربيع فصل الخير والبركة ففي المثل الشعبي يقولون:

(بسعد السعود تدور المي بكل عود )

تعبيرا عن بدء دورة حياة النبات من جديد بعد أن كان النمو متوقفا في الشتاء فإذا قطعت أي غصن من شجرة ستجد أن الماء يقطر منه لذلك يتوقف تقليم الأشجار وتبدأ تباشير عودة الخضرة عليها 

كما أن الأمثال الشعبية تقول :

(بسعد السعود بعد العشا مافي قعود (لأن الليل قصير)) كما أن موسم العمل والنشاط قد بدأ مع اقتراب فصل الربيع حيث يجب على الناس أن تنام باكرا لتستيقظ باكرا من أجل استمرار دورة الحياة التي تتكرر في كل عام مع سعد السعود 

جعل الله أيامكم وأيامنا سعادة 

ويارب لايعود سعد السعود المرة القادمة إلا وكل غريب إلى بلاده يعود 

هذا مانتمناه لكل نازح ومهجر ومغترب بعيد عن بلاده 


#بقلم : المهندس عبد التركي

author-img
نقدم المواد المخصصة بتراث الفرات

تعليقات