الآستاذ بشار الطوير (ابو الحسن)
يتابع ..!
من سلسلة جيل الطيبين
الثورة الصناعية للمرطبات
معمل الكازوز اليدوي في مدينة الميادين
عندما تعود بنا الذاكرة إلى 40 عام وقبل ذالك الزمن، ونتجمع عند بائع المرطبات لنشتري قطعة گلاسه أو بوزه.
يكون الحنين لذالك الزمن، بالتأكيد له طعم خاص في نفوسنا.
حيث كانت المرطبات تعبأ في طرامز، ومن ثم يحمل الطرمز على الكتف، و البائع يصرخ بأعلى صوت ( تع بورد، تع بورد)
طرمز مرطبات (بوزة وگلاسة)
#بدأت الحكاية عام 1950 مع المرحوم حسن النزهان، والمرحوم عبدالرزاق العايش ( الملقب حج رزوك) حيث أن المرحوم حسن النزهان كان يأتي بكميات من قوالب الثلج من معمل حج رزوك في دير الزور إلى مدينة الميادين. عبر بوسطة حج سليمان العلي السعيد، وكان سعر مبيع قالب الثلج (بوز) للمستهلك ( فرنك سوري ) في ذالك الوقت.
لكن سرعان ما تطورت القصه إلى شراكة بالمرطبات بين حسن النزهان وحج رزوك بعد ما بدأ التيار الكهربائي يعمل في مدينة الميادين.
واستمر الحال في جلب المرطبات من دير الزور مع الشراكة بينهم حتى عام 1960، حيث افتتح المرحوم حسن النزهان معمل للمرطبات ليصبح هو من ينتجها، وكان مكان المحل في دكاكين احمد النايف الكائن موقعها في الچرداق.
براد كازوز قديم يملأ بالثلج (البوز) ويوضع الكازوز فيه
واستمر في هذا المكان لمدة خمس سنوات تقريبا، ثم نقل المعمل إلى قسم من منزله الكائن في السوق المقبي ليستمر بالعمل هناك.
أما في عام 1958 بدأت قصة أخرى في مدينة الميادين حيث تم افتتاح أول معمل كازوز يدوي ، وكان صاحب هذا المعمل شخص من مدينة حلب إسمه ( ارتين نرسيس إيرسركسيان)
وهذا المعمل كان موقعه بمحلات المرحوم محمد صالح الشعبي أبو إبراهيم. الكائنه موقعها الحالي ببداية شارع الجيش وبجانب مقهى ( المرحوم شاطي المخلف)
وكان من يدير العمل على آلة تعبئة الكازوز، شخص كردي ويقيم في مدينة ديرالزور إسمه ( أحمد بسه)
ونشط إنتاج المعمل في مدينة الميادين ، ولاقى قبول جيد من الناس لمذاقه الطيب.
وفي أوائل السبعينات من القرن الماضي بدأت شراكة بالعمل في معمل الكازوز بين المرحوم حسن النزهان، وصاحب المعمل، واستمرت حتى عام 1975. ومن ثم أشترى المعمل المرحوم حسن النزهان، من مالك المعمل الأساسي، ليكون نصيبه،وكان ينتج كازوز اسمه ليلى، ومن ثم يكون هو الشخص الوحيد في إنتاج جميع أنواع المرطبات، والدوندرمه وتعبئة الكازوز. وبدأ تصدير منتجاته من المرطبات، و الكازوز إلى قرى الريف المجاور للمدينة .
واستمر العمل بالمرطبات وتعبئة الكازوز اليدوي حتى أوائل الثمانينات. ومن ثم حصل المرحوم حسن النزهان على وكالة مشروب خزنه في نهاية السبعينات، المشهور بمذاقه الطيب.
وفي ذالك الوقت عمل الكثير من أبناء وشباب المدينة في فترة الصيف بمعمل المرطبات و الكازوز
وأيضا في حمل الطرمز الذي كان ممتلئ بأنواع المرطبات.
ويكون مصدر رزق لهم من مردود ذالك المنتج.
وأيضا في مرحلة نهاية السبعينات من القرن الماضي، تم افتتاح معمل لصناعة المرطبات والدوندرمه في مدينة الميادين، وكان صاحب المعمل المرحوم صالح الشرابي
وكان لديه محل لبيع المرطبات داخل السوق المقبي مقابل محل الحلاق المرحوم عبدالرحمن الخاطر.
ثم توقف إنتاج المعمل بعد اواسط الثمانيات.
لكن المرحوم كمال المشوح كان لديه محل مستأجر مفابل معمل الكازوز عند زاوية شارع الجيش، حيث كان يأتي بنوع آخر من الدوندرمه صناعة( حج بهلول) من دير الزور
وكانت مشهورة أيضا في دير الزور المدينة تلك الدوندرمه ولمذاقها الطيب، وكان لديه وكالة مشروب غازي من نوع (كراش) .
لم يبقى شيئ من ذلك التراث، في مدينة الميادين لقد اندثر، حيث بدأت الآلات الحديثة تنتج جميع أنواع المرطبات والمشروبات الغازية التي تستورد من خارج المدينة.
الله الله على أيام زمان.
#ملاحظة من لديه إضافة لامانع.
بقلم
بشارالطوير أبو الحسن
سلسلة جيل الطيبين
الثورة الصناعية للمرطبات
#تراث_الفرات
تعليقات
إرسال تعليق