القائمة الرئيسية

الصفحات

الرقة السمراء #تراث_الفرات


 "الرقة السمراء" شيدها الآراميون

تقع الرقة السمراء على بعد/6كم/ عن الرقتين "البيضاء"و"الرافقة" وتتوضع  على حافة جرف نهر الفرات من جهة الغرب الذي يشكل قوساً في انعطافه يتجه جنوباً، وعند ابتعاد مياه النهر غرباً تتشكل مجموعة كبيرة من الرقاق والواحدة منها تسمى رقة.. أخذت "الرقة السمراء"صفتها من لون تربتها اللحقية الناعمة القادمة مع "البليخ" والتي تنتهي شرقاً عند جسر "أبي فسلة"، المبني على الفرع الشرقي لنهر "البليخ"، لتبدأ "الرقة الحمراء"بعده، والواقعة على الطريق المتجه إلى مدينة "دير الزور" على الضفة اليسرى لنهر "الفرات"، ليتشعب فيما بعد باتجاه مدن الجزيرة الجزيرة الفراتية السورية والمدن العراقية



ثم أن "الرقة السمراء" كانت تقع وسط غابة غناء كثيفة الشجر والخضرة، والغابة عن بعد تبدو للناظر سمراء اللون وتربتها هي الأخرى سمراء ملساء، فسميت ب"الرقة السمراء".. تترامى تربتها على حقول زراعية تنتهي على ضفة "الفرات". كما عرفت بطقسها العذب الجميل، ونسيمها العليل الواصل إليها من نهر "الفرات"، حيث يتجه النهر شرقاً ثم ينعطف جنوباً عند لقائه بفرع "البليخ" الغربي، لينعطف عن "الرقة السمراء" هناك، حيث يتجه "الفرات" جنوباً فيما يبقى هبوبه متجهاً نحوها ليمنحها جماليته، لذلك يذكر بعض المؤرخين أن "هارون الرشيد" كان له فيها مسكن إبان سكنه في "الرقة"، وحسب موسوعة "لاروس" الفرنسية فإنّ "هونيغمان" أشار إلى أن منطقة "الرقة" خضعت في عام *-800 ق.م لسلطة أحد حكام الدولة الآرامية


وفي تلك الفترة نزلت على "البليخ" بالقرب من التقائه بـ"الفرات" قبيلتان آراميتان، واحدة تدعى "ريقو" والأخرى تدعى "حيقو"، فتصارعتا فيما بينهما على من يمتلك ضفتي النهر، وكانت الغلبة لقبيلة "ريقو" التي شرعت حالاً ببناء مدينة أطلقت عليها اسم "ريقو" أو "رقو" على اسم القبيلة، وحرف الواو زيادة في اللغة الآرامية، وتوقع العلماء أن أولى الرقات التي شيدت في المنطقة هي "الرقة السمراء"، لقربها من دلتا التقاء "الفرات" برافده "البليخ" بحدود"6 كم". كما أن الآثاريين الذين نقبوا في "تل البيعة"(كتاب حفريات توتول. تأليف د. إيفا شترومنغر. باللغة الألمانية) 


قالوا إنّ "الرقة" الأولى تقع إلى الشرق من "الرقة البيضاء" حي"المشلب" على بعد/ 5 كم/، وهذا دليل آخر على أن "الرقة السمراء" كانت أقدم "الرقات"، لكن عندما بناها الآراميون لم تتطور كثيراً بسبب فيضانات "الفرات"من جهة الغرب و"البليخ" من الشمال، ثم إنّها حرقت في فترة النزاع على الأرض بين الرومان من  وثنيين ومسيحيين ودولة "الفرس"، فسميت بـ"الرقة المحترقة" ولم يكتب عنها كثيراً. وفيج فترة غير معروفة التاريخ كان اسمها "الرقة المعوجة" أو "العوجاء"، لأنها تقع على أكثر الأنهر

بقلم

الاستاذ محمد عزو

#تراث_الفرات

author-img
نقدم المواد المخصصة بتراث الفرات

تعليقات