القائمة الرئيسية

الصفحات

مدينة دير الزور عروس الفرات #تراث_الفرات



مدينة دير الزور

عروس الفرات 

من أهم واكبر مدن الفرات في الجزء السوري منه


لمحة عن تاريخها:

من غير المعروف على وجه الدقة تاريخ استيطان الإنسان لدير الزور، إلا أنها كانت ومنذ العصر السلوقي  بلدة صغيرة على نهر الفرات واستمرت كذلك في العصور اللاحقة حتى انتعشت العصر العثماني  وتحولت إلى مركز تجاري على طريق القوافل القادمة من حلب نحو بغداد ، وازدادت أهميتها بعد إعلانها مركزًا لمتصرفية الزور عام 1865م حيث توسعت البلدة وتحولت إلى مدينة كبيرة تحوي مختلف الخدمات والمرافق العامة.


اصل تسميتها:

وبسبب عراقة دير الزور وتعاقب عدة دول على وادي الفرات وما نزل به من خراب ومن قتل لسكانه، لم تحتفظ دير الزور باسم واحد وإنما تبدل اسمها كثيرًا، ومن أبرز هذه التسميات:

حسب المؤرخين فإن أقدم الأسماء التي اطلقت على دير الزور هي "شورا" أو "جديرته" وهي كلمة سريانية تعني الحظيرة.

ثم سميت خلال العصر السلوقي  "ثياكوس".

 وبعد قيام الدولة الاموية سميت للمرة الأولى "دير بصير"، وقيل إن الدير المذكور هو دير قريب اسمه دير البصيرة.

لاحقًا تغير الاسم إلى "دير حتليف" وهو اسم الدير الذي استقر به عبد الملك بن مروان حين إجتاز نهر الفرات لمحاربة مصعب بن الزبير . ويوافق موقع دير الزور اسم (دير الرمان) الذي ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي.   ويروى عن الديريون المعمرون أنه كان بدير الزور رمان ممتاز انقطع بسبب توالي الخراب الذي كان البدو يلحقونه بالمدينة،ولما انقطع الرمان  بقيت لفظة الدير مجردة. وعندما شكل العثمانيون تشكيلاتهم الإدارية في القرن العاشر الهجري، سموها ديرالرحبة (على اسم القلعة القديمة الواقعة جنوب مدينة الميادين، والتي كانت مأهولة بالسكان وفيها حامية  عثمانية لقرب دير الزور منها ولشهرتها القديمة، ولتمييز الدير عن أي دير آخر، فأصبح اسم دير الزور (دير الرحبة) وتكتب بالهاء بدلًا من الحاء في الدوائر العثمانية . 

أما إسم"دير الشعار" (بضم الشين وتشديد العين وفتحها) بداية القرن التاسع عشر فلا أساس تاريخي ولاصحة له منشأهذا الإسم حسب زعمهم هو  لكثرة الشعراء وأن شعراء عاميين كثر من أبناء الدير كانو يقصدون شيوخ العشائر ويمدحونهم بشعرهم، ولكي تميز العشائر بلد هؤلاء الشعراء، الحقوا لفظ الشعار بالدير ولو كان هناك اصل لهذه التسمية لقيل دير الشعراء وليس الشعار .


وقد شاعت هذه التسمية سنين طويلة.وسمى بعض الرحالة الأوربيين الذين زاروا المدينة خلال تلك الحقبة ب "دير العصافير" لكثرة ما فيها من البلابل  على وجه الخصوص. وعندما شكل  العثمانيون  التشكيلات الادارية الثانية فيها سنة 1864، جعلوا من الدير سنجقا (لواء) وأسموه سنجق دير الزور، وقد اختلف المؤرخون والباحثون في أصل كلمة "الزور":

يرى العلامة عبد القادر عياش  في كتابه حضارة وادي الفرات أن "الزور" في لهجة المدينة العاميّة تعني الغابة، كزور شمر وزور البوحمد وزور الغانم، وهي أزوار واقعة على ضفة نهر الفرات الغربية على طريق حلب دير الزور.

وأشار الباحث الاجتماعي "عمر صليبي" في كتابه "لواء الزور في العصر العثماني" عن أصل التسمية بالقول "الزور" بفتح الزاي فتعني الصدر الواسع أي صدر النهر، وهي المنطقة الزراعية المروية الواقعة على ضفاف الفرات والتي تكونت بفعل فيضان النهر وهي المتمثلة بالتربة الخصبة السمراء".

ويعتقد البعض أنها من زأرة الأسد، بمعنى الأجمة ذات الماء والقصب، أو من زئير الأسد لوجود الأسود في الماضي في هذا المكان. ويحسب البعض أن لفظ الزور متأتية من لفظ الزيارة لزيارة (أهل الأرياف) للدير كمركز حضري. 

وقال البعض أن اسم "الزور" اشتق من كلمة ازورار أي (مال واعوّج)، لازورار نهر الفرات عند موقع المدينة.


سكانها:

يشكل العرب غالبية سكانها مدينة دير الزور مع وجود يكاد لايذكر للأكراد والارمن، والقسم الأكبر من العرب ينحدرون من خلفيات عشائرية.

وفيها بعض المسيحيين من غير الأرمن .

إقتصادها:

يعتمد اقتصاد المدينة التجاري على النشاط الزراعي في أريافها، حيث تمتاز الأراضي الممتدة على جانبي نهرالفرات بالخصوبة   العالية ويعتبركل من القمح  والقطن المحصولان الزراعيان الأكثر إنتاجًا في المحافظة، كما توجد في المدينة بعض الأنشطة الصناعية المتواضعة والتي تعتمد بشكل أساسي على القطاع العام وتتركز في معظمها على الصناعات الغذائية والتحويلية مثل شركة الفرات للغزل والشركة العامة للورق وشركة سكر دير الزور، وبسب اكتشاف النفط حولها فقد زاد النشاط التجاري في أسواقها.

 تعتبر مدينة دير الزور مركزًا سياحيًا لو تم استثمار انتشار المدن والمواقع الأثريّة في ريفها، لكن ضعف الخدمات العامة التهميش الذي وقع عليها لعقود طويلة اثر سلبا على هذا الاستثمار. 


مناخها:

اما مناخها فهو قاسي خاصة في فصل الصيف 

ويصنّف مناخها صحراويا، رغم مرور نهر الفرات من وسطها، وتعاني المدينة من شح الأمطار والعواصف الرملية والترابيّة التي تسمى محلياً (العجاج) وكانت تعاني من فيضان النهر قبل بناء السدود عليه. أما المشكلات التي تواجه المدينة حاليًا بشكل أساسي  فهي تلوث مياه الفرات والجو والتصحر بسبب النفط وانبعاثات الغاز وتوجيه مياه الصرف نحو النهر.


إعداد 

المهندس: عبد التركي

#تراث_الفرات

author-img
نقدم المواد المخصصة بتراث الفرات

تعليقات