القائمة الرئيسية

الصفحات

اللغز والأحاجي والغناء الشعبي بمختلف أنواعه #تراث_الفرات

عبد القادر عياش

باحث، مؤرخ، أديب، صحفي، محامي

ولد في مدينة دير الزور عام 1911 وتلقى دراسته الأولى فيها، ثم تابع في الكلية الإسلامية في بيروت، فحصل على الشهادة الابتدائية.

عاد إلى حمص، وحصل على الشهادة المتوسطة، ثم انتقل إلى معهد اللاييك بدمشق، ونال الشهادة الثانوية.

تابع دراسته العليا بكلية الحقوق بجامعة دمشق ونال الإجازة فيها عام 1935م

زاول المحاماة في دير الزور، ثم عُيّن قاضيا عقاريا، ثم مديرا لمنطقة الباب في محافظة حلب، ثم عين عضوا في جمعيات علمية عديدة، وأسهم في نشر الثقافة، وألقى محاضرات في النوادي والجمعيات، كما أسس جمعية العاديات في دير الزور.

أصدر مجلة (صوت الفرات) في دير الزور، وأنشأ دار للنشر باسم (دار الفرات للنشر).

شارك في المؤتمر العربي للآثار، ونظم في دير الزور ثلاثة معارض: معرض للصور عن البلاد العربية، معرض للكتاب الفراتي، معرض للطوابع.

كان من هواة الآثار، فأنشأ متحفاً في بيته ضم كثيرا من التحف القديمة والتي قام ورثته الكرام بالتبرع بها إلى بلدية محافظة دير الزور لتكون نواة لمتحف المدينة الحالي. أما المكتبة فقد قدمها الورثة هدية إلى المكتبة  الوطنية في دمشق.

توفي عام 1974م

ضمن منشورات مديرية التراث الشعبي التابعة لوزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية وفي إطار مشروع «جمع وحفظ التراث الشعبي» صدرت عام 2007 ثلاثة مجلدات تحتوي على ما يزيد عن 1400 صفحة من أعمال الباحث الفولكلوري السوري المرحوم المحامي عبد القادر عياش

1-تتناول مختلف جوانب الحياة الشعبية والتراث المادي وغير المادي في مدينة دير الزور السورية الواقعة على نهر الفرات والمناطق المحيطة بها.

انطلق عبد القادر عياش في مشروعه لتدوين وتسجيل مظاهر الحياة الشعبية في منطقته، سواء المادي منها أو الأدبي والفني، من فكرة إن عجلة الزمان تدور بلا توقف، وأن ما نشهده اليوم سيتغير كلياً، وأن المسلّمات التي تبدو ثابتة ظاهرياً ليست مستقرة بل هي في حركة دائمة وتغير مستمر. وما نراه اليوم سيصبح من غرائب المستقبل.

2-قام بجمع التراث من أفواه حامليه من حكم وأمثال وعادات وتقاليد وأغانٍ وحكايات. وجمع التراث المادي، إما من بيته أو عن طريق الإهداء والشراء وغير ذلك، حتى تحول منزله إلى متحف للتقاليد الشعبية يضم الأزياء الشعبية وأدوات الزينة والحلي والأسلحة التقليدية وأدوات العمل والإنارة وكل ما يمت إلى الحياة التقليدية في منطقته بصلة. بالإضافة إلى مكتبة عامرة.

3-في عرض سريع لما تتضمنه هذه المجلدات الثلاث لن نستطيع أن نفي الموضوع حقه، لكن يمكن أن نلقي الضوء على ما تحتويه من عناوين، قد تكون مرجعاً هاماً لمن أراد الاستزادة من الاطلاع على تراث هذه المنطقة التي لا تختلف في الإطار العام عن مناطق أخرى في العالم العربي، تتداخل فيها مظاهر الحياة البدوية والحضرية في مرحلة انتقالية من نمط اقتصادي تقليدي له بنية تحتية معينة إلى نمط آخر وما يرافق ذلك من بنى فوقية تتمثل في الأدب والثقافة والعادات والتقاليد التي تشمل مختلف نواحي حياة الإنسان ومراحلها من المهد إلى اللحد.

في ترتيبنا للموضوعات التي أعدنا طباعتها من مؤلفات عبد القادر عياش حاولنا أن تكون متناسبة إلى حد ما. ففي الجزء الأول نشرنا الموضوعات غير المادية من تراث دير الزور ومنطقتها بدءاً من مدلول كلمة الزور المسبوقة بعبارة «دير» في اسم المدينة مروراً باللهجة الخاصة وطريقة نطق بعض الأحرف في هذه المنطقة وبعض الألفاظ والمصطلحات الخاصة بأهلها التي بمجرد أن سمعتها عرفت أن قائلها من منطقة دير الزور مثل عبارة: «أنت ما تعرف شكون السالفة» أي أنك لا تدري ما هو الأمر أو الموضوع.


بعدها عرضنا لموضوع الكنايات في لغة أهل المنطقة وعبارات السلوك اليومي مثل إلقاء التحية وعبارات الوداع، والاجتماعي مثل العبارات التي تقال بعد حلاقة الشعر أو بعد الاستحمام وشرب الماء أو عيادة مريض أو عند السفر أو العودة بعد غياب والمعايدة والدعوة إلى تناول الطعام أو بعض العبارات المتعلقة بالتشاؤم والتفاؤل وغير ذلك...

ثم الأدعية الشعبية الإيجابية منها والسلبية، كأن ندعو لفلان من الناس بالخير واليمن والبركة والصحة وطول العمر والذرية الصالحة، أو ندعو عليه بعكس ذلك. لينتقل منها إلى موضوع الأيمان الشعبية، أي بماذا يحلف أو يُقسم الناس. ومن المعروف أن الحلف أو القسم يتم في أحاديثنا اليومية بمناسبة وبغير مناسبة، ولكل منطقة طريقتها في القسم واليمين مثل الحلف بالله وأسمائه وصفاته والقرآن الكريم وسوره وآياته أو بالكعبة المشرفة والأنبياء والصحابة والصالحين والأولياء والكواكب والنجوم وبالأيام والليالي والأوقات. وكذلك الحلف بالأهل والذات والأماكن والأشياء وغيرها...

ثم يتطرق إلى الأدب الشعبي في وادي الفرات مثل اللغز والأحاجي والغناء الشعبي بمختلف أنواعه وتسمياته ومناسباته مثل العتابا والموليا والميمر وغيرها. وبعدها يتحدث عن المصيبة في التراث الشعبي والتعامل معها من خلال العبارات والأمثال والأغاني وفيها يتعرض لتقاليد الوفاة والرثاء والندب ونعي الميت وتشييعه والتعزية فيه والحزن عليه. وينتهي الجزء الأول بنصوص بعض الحكايات الشعبية المتداولة في المنطقة المذكورة كتبها باللغة الفصحى وليس بالأصل المتداول.

أما الجزء الثاني فقد خصصناه بالدرجة الأولى لموضوعات الثقافة المادية وغير المادية المتعلقة بالأثاث والمؤونة واللباس والحلي والوشم والتبرّج والخرز والإصابة بالعين وبعض التقاليد المتعلقة بالفروسية والقنص والسلاح والغزو وتقاليد الحماسة والنخوة والألعاب الشعبية، ثم أمثال ومصطلحات وتربية الأطفال وتسميتهم، وغير ذلك من أمور تتعلق بالحياة من المهد إلى اللحد، التي ربما تم التطرق إليها قليلاً أو كثيراً في الجزء الأول. ثم مواضيع أخرى مثل الكتاتيب والدواوين والمقاهي والحمامات في دير الزور.

بالنسبة للأمثال والعبارات الشعبية المتداولة في منطقة البحث كانت مقسمة حسب المواضيع: فمثلاً هناك أمثلة حول الإنسان أو بعض أعضاء جسم الإنسان وحواسه مثل: الأذن والسمع – اليد- الأصابع – القلب والبطن ثم أمثال في الرجل والمرأة والأطفال والتربية والزواج والطلاق والأقارب. ثم أمثال في الطبيعة والمزروعات والطعام والشراب، وأخرى تتعلق بالصفات الإنسانية مثل الكرم والبخل والحياء والخجل والحزن والفرح. ثم أمثال في الأيام والفصول والأشهر والطقس. أي كل ما يتعلق بالإنسان وأحاسيسه ومحيطه والمواد التي يتعامل معها والعلاقات التي يقيمها مع الناس والبيئة في كل مراحل حياته. وهو في كل ذلك يسمي الأمور بمسمياتها كما تجري على ألسنة العامة بالتصريح وليس بالتلميح.

وأخيراً تخصيص الجزء الثالث من المختارات للحديث عن البيت والسكن مثل: الدار في المعتقدات الشعبية – الدار في العادات والتقاليد – البيت في المثل العربي القديم وفي المثل الشعبي الفراتي وفي الغناء الشعبي – ثم أشكال السكن مثل بيوت البادية والريف والمدينة، أسماؤها المحلية وتقسيماتها وأشكالها وطرق بنائها ومواد البناء وتقسيماتها وتوابعها، مثل المخبز الريفي. وهنا يتناول أيضاً الفولكلور المتعلق بالخبز: أنواعه وطريقة صنعه، ثم يتناول الملح في المعتقد الشعبي والأمثال المتداولة وكذلك في الغناء والحكايات الشعبية. ومن الملح ينتقل إلى التبغ والتدخين في العبارات والمصطلحات والأمثال وغيرها...

مواضيع أخرى شيقة في موضوع الفولكلور التي ربما لم تلقَ اهتماماً من قبل الفولكلوريين العرب وكرس لها عبد القادر عياش أبحاثاً خاصة نذكر منها موضوع اليد، فهناك بحث خاص تحت عنوان «اليد في حياتنا وتراثنا»، مثل عادة تقبيل اليد، وضع اليد أثناء أداء القسم، اليد في الأمثال الشعبية. اليد في الغناء الفراتي وغير ذلك من مدلولات تراثية نستخدم اليد في أدائها أو التعبير عنها بدءاً من إلقاء التحية والتسليم.

كما يفرد الباحث دراسات خاصة حول الحصى في التراث الشعبي، في التسبيح ودعاء الاستسقاء، والألعاب الشعبية ثم في موضوع الأمثال والشعر الشعبي والمعتقدات الشعبية وهذا موضوع طريف بحد ذاته لم أعلم فيما سبق أن تطرق باحث فولكلوري لمثل هذا الموضوع.

بحث آخر لا يقل أهمية عن هذا الأخير يحمل عنوان «العصا في حياتنا وتراثنا»، يتناول أسماء ومواصفات العصي وورودها في الأمثال العربية القديمة، والأمثال الشعبية المتداولة ودورها في ألعاب الصبيان، ثم العصا في الأغاني الشعبية.

 وفي بحث مستقل بعنوان «القمر في حياة أبناء وادي الفرات وتراثهم» يتناول دور القمر في كل مراحل تطوره في المعتقدات الشعبية، ثم القمر في الأهازيج. الأمثال والغناء وترنيم الأطفال.

وتحت عنوان «الماء في حياتنا وتراثنا» يتطرق الباحث إلى الماء في لغة أبناء الفرات ومعتقداتهم وممارساتهم الشعبية وحكاياتهم وغنائهم وأمثالهم الشعبية وأهازيج الأطفال.

ولفلكلور الحيوان نصيب وافر في دراسات أعمال الباحث عياش. خاصة الحيوانات التي لها صلة مباشرة بحياة سكان البادية وتخومها حيث له ثلاثة أبحاث تحمل العناوين: «الطير في المعتقدات الشعبية في وادي الفرات». «الذئب في المعتقدات الشعبية في وادي الفرات» ثم «الحية في معتقدات أبناء الفرات» وكل واحدة من هذه الدراسات تتناول الموضوع من حيث العادات والتقاليد والخرافات والمعتقدات وورودها في الأغاني والأمثال الشعبية والحكايات.

المصادر:

العدد الرابع من مجلة الثقافة الشعبية.

موقع التاريخ السوري المعاصر.

#تراث_الفرات

 


author-img
نقدم المواد المخصصة بتراث الفرات

تعليقات